يتأرجح الكائن البشري في حياته دومًا بين الألم والضجر، فهو يتألم إن لم ينل مراده، أو ما يلتذّ به، فيسعى جاهدا إلى تحصيله، ثم إذا حصّل مطلوبه، وتنعّم به زمنًا يطول أو يقصر ؛ لايلبث أن يملّه ويضجر منه، بل ربما كرهته نفسه التي طالما تاقت إليه، ثم يعود إلى البحث عن مطلوب آخر، ليدفع عن نفسه هذه السآمة السامّة.
وصف الله -عزّ وجلّ- الملائكة بعدم السأم، فقال تعالى: ﴿فَإِنِ استَكبَروا فَالَّذينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحونَ لَهُ بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ وَهُم لا يَسأَمونَ ۩﴾ [فصلت: ٣٨]؛ فعدم السأم مطلقًا حالة ملائكية لا إنسانية، ولهذا ورد التشريع الإلهي مراعياً هذه النقيصة الإنسانية.